أركان العبادة، فإن انتقض ركن فسدت العبادة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أركان العبادة، فإن انتقض ركن فسدت العبادة
أركان العبادة، فإن انتقض ركن فسدت العبادة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد
في
هذه الحلقة نذكر أموراً أخرى تتعلق بالعبادة، التي شمل معناها الوجود،
وعمت كل موجود، سوى الله تعالى، فالكل يعبد الله كما قال
-تعالى-:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن
فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ
تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (44) سورة
الإسراء.
ومن الأمور التي سنتحدث عنها: ركنا العبادة.
للعبادة ركنان أساسيان لا تقوم إلا عليهما جميعاً، فإن انتقض ركن فسدت العبادة، ولا يقبل الله إلا ما توفر فيه ذانك الركنان:
الأول: الإخلاص لله تعالى.
الثاني: اتباع الشرع في جميع العبادات من غير ابتداع.
والأول
هو أساس الدين الذي قال الله عنه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا
اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} (5) سورة البينة ) ومعنى
الإخلاص: تصفية الإرادة والتوجه إلى الله -تعالى- بالعمل، وتخليص العبادة
من شوائب الرياء، وحب الفخر، والسمعة.. ومن الإخلاص-أيضاً- احتقار العبد
عمله أمام نعم الله عليه، فمن أعجب بعمله أحبط وهو لا يشعر! ولهذا كان
العجب بالأعمال وتضخيمها في النفس من محبطات الأعمال، وقد أطلق بعض السلف
على ضرورة تجنب العجب قوله: إخلاص الإخلاص، أي أن الإخلاص يحتاج إلى تخليصه
من العجب بالعمل، فلو أن عبداً صلّى في غرفة مغلقة مظلمة لا يراه إلا الله
فهذا لا شك أنه إخلاص؛ لأن العمل كان مقصوداً به الله، دون حب الرؤية من
أحد، ولكن بقي شيء هام جداً، وهو ألا يعجب العبد بعمله هذا، وتوسوس له أنه
من عباد الله المقربين، وأنه قد عمل عملاً كبيراً!! بل يحمد الله ويستغفر
بعد هذا العمل، ويعلم أنه لو بات الليل ساجداً، والنهار صائماً، لما وفى حق
نعمة من نعم الله -عز وجل- فكيف بركعة أو ركعتين؟
ولهذا
قال بعض السلف الصالح: لأن أنام الليل إلى الفجر فأصبح مستغفراً خير من أن
أقوم الليل كله فأصبح معجباً -أي معجباً بالعمل-.. وليس معنى هذا دعوة
للنوم عن العبادة!! لكن فيه تنفيراً وزجراً عن العجب بالنفس - والعياذ
بالله..
وقد
حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من زاد في الدين أو أحدث عبادة يظنها قربة
وطاعة، وبين أنها مردودة عليه فقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو
رد) رواه البخاري ومسلم.
وكان
-صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته يوم الجمعة : ((أما بعد: فإن خير
الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور
محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) خرجه مسلم في صحيحه.
وعن
العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة ذرفت
منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله! إن هذه لموعظة مودع،
فماذا تعهد إلينا ؟ قال: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ
عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بما عرفتم
من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم
بالطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما قيد انقاد ))
رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وقال
الله عن أهمية اتباع الرسول في شرعه:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران
فتبين بهذا أن العبادة لا تصح إلا بهذين الركنين العظيمين وهما الإخلاص والمتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد
جاء عن السلف الصالح ما يبين اشتراط ذلك للعبادة في كلامهم، وأن العبد لا
تقبل منه العبادة إلا بهذين الأساسين العظيمين، يقول الفضيل بن عياض في
قوله الله:{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاُ} قال: أخلصه
وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟! قال: إن العمل إذا كان
خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل،
حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على
السنة).نسأل الله بإسمه الأعظم أن يرزقنا الإخلاص والقبول وحسن الخاتمة
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب
العالمين
تائب الى الله- مشرف قسم
- عدد المساهمات : 69
نقاط : 5057
تاريخ التسجيل : 29/05/2011
عائدة لله- مشرفه عامه
- عدد المساهمات : 1816
نقاط : 7262
تاريخ التسجيل : 14/07/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى